كان ميرل برانديل وكلبه الأسود، سلابسي، يتمشيان قرب بحر بيرنغ، حيث لمح قنينة بين القناني الزجاجية اليابانية الطافية، التي يجدها عادةً على شاطئ قرية صيد في ألاسكا التي يعيش فيها.
مشى باتجاهها ورأى ظرفاً مثنياً في داخلها. بعد كسر القنينة لفتحها، عثر براندل بداخلها على رسالة من طالبة مدرسة ابتدائية في ضاحية بسياتل. وفي الواقع، فقد قطعت الرسالة مسافة تقدر بنحو 1735 ميلاً، دون أي مساعدة من خدمة البريد الأمريكية، وهو أمر غير اعتيادي، ولكن هذا فقط بداية اللغز. فقد مضى حوالي 21 عاماً بين الوقت الذي وضعت فيه إميلي هوانغ الرسالة في قنينة صودا، والوقت الذي التقطها ميرل برانديل على الشاطئ.
إذ كتبت هوانغ في الرسالة تقول: "هذه الرسالة هي جزء من مشروع "مادة" العلوم لكي ندرس المحيطات ونتعلم عن الناس في البلاد البعيدة. أرجوك أرسل تاريخ ومكان القنينة مع عنوانك. سوف أبعث لك صورتي وأخبرك متى وأين وضعت القنينة في المحيط. صديقتك، إميلي هوانغ".
وقال برانديل، البالغ من العمر 34 عاماً الذي يعمل كدليل لصيد الدببة، إن اكتشافه أثار فضول العديد من سكان منطقة نيلسون لاغون. وحاول برانديل أن يتعقب مرسلة الرسالة، وكانت طالبة في الصف الرابع بمدرسة نورث سيتي في مقاطعة شورلاين، خلال العام الدراسي 1986-87، وأن مبنى المدرسة أغلق قبل أكثر من سنة.
غير أن أحداً لم يرد عندما اتصل برانديل بالمدرسة في كانون الأول، ولذلك بعث برسالة خطية إلى مقاطعة المدرسة، وانتهت تلك الرسالة على مكتب المتحدث باسم المقاطعة، كريغ ديغينر. وبعد القليل من البحث، اكتشف كريغ أن إميلي هوانغ هي الآن محاسبة في الثلاثين من العمر وتدعى إميلي شيه وتعيش في سياتل.