كان هناك اصدقاء اثنان هما محمد وصالح صداقتهم على العز والطاعة واكثر من ان يكونا اخوان
( التي قلت في عصرنا هذا الا ما شاء الله ) ، كانا يعيشان عيشة فقيره وفي بيئة فقيره جداً لا يجدون ما يقتنون لسد رمق الجوع والعطش .... في منطقة الجنوب
وكان في عصرهم الذي يملك مزرعة او أبل أو غنم فهو يملك الشئ الكثير في زمانة وله جاه وقيمة...............الخ
اتفقا على ان يبحثون عن رزق لهما ومعيشه ويخففان العبء على والديهما وكان في ذلك الوقت اذا شب الولد زبلغ سن الرشد ينفصل عن والدية ويبحث في طلب الرزق والمعيشة ....... ( الحمد لله على النعمة )
المـــــــــهـــــــــــــــــــــم
ذهب محمد وصالح وعملا رعاة غنم عند رجل ثري على ان يعطى كل واحد منهما شاتان في كل عام ثمن عملهما فوافقوا على ذلك وهم في اشد الفرح والسرور فهو ربح ( راتب ) لم يحلما به .
جرت السنين تلوى السنين وجمعا لهم راس مال لا بأس به ،
فقررا الزواااااااااج ............. !!
فتزوجا كل من قبيلته ثم ذهبوا واستقلوا بجوار بعضهم البعض في منطقة بعيده عن منطقة اهليهم وعاشوا عيشة هنيئة .
وبدء الحلال " الغنم " المتبقي من رواتبهم ينمو ويتكاثر ،،،،،،،،،،،،،،
فحملت زوجة محمد وولدت له بأبن فأ سماه صالح تيمناً بأخية "صديقة" الذي لم تلده امه ، اما صالح فحملت له زوجته وولدت له ببنت فأسماها عائشه
وبعد مرور 3 سنوات توفت زوجة محمد " ام صالح " اثر مرض عضال لم يمهلها كثيراً
فحزن محمد حزناً شديداً على فراق زوجتة وام ابنه ......
فعلم صديقه صالح بالخبر المحزن فعرض عليه ان يأخذ ابنه صالح الصغير الى منزله لكي تقوم زوجته برعايته وتكون امه بدلاً من امه التي توفت ولا ايضاً يحس بفقدانها وفراقها ، فرفض محمد حجة ان لا يضايقهم وان يستأنس به ويملاء الفراغ لدية بعد وفاة زوجته و ألح صالح لكن قوبل بالإعتذار من محمد الا في حالات الزياره الخفيفه واثناء سفر محمد او يكون عند الغنم فيكون صالح الصغير في رعاية صالح واهله .
ومرت 4 سنوات فأتى الى الجزيره العربية زمان كان يدعى عند العامه
" زمان الرحمه " وهو زمان كان النس يمرضون ويموتون فجاءة ( ولقد سمعت به من كبار السن متناقلينها من اباءهم واجدادهم )
ومن الناس الذين اتاهم هذا المرض محمد حيث اصابة فتوفى في الحال .
فأصبح صالح يتيم الأب والأم ...................
فأخذه عمه صالح في رعايته واخذ ايضاً حلال ابيه ( الغنم ) فضمها مع غنمه ، واخذ صالح الكبير يهتم بصالح اليتيم وبغنم صديقة التي اصبحت غنم صالح اليتيم ...
وعاش صالح الصغير وترعرع مع ابنة صديق والده " الذي سوف اطلق علية في هذه القصة عمه " عائشة ، ورعى الغنم صالح وشب وشبت عائشة .
وفي هذه السنه كثر خطاطيب عائشة ( طلبي الزواج منها ) فعلم صالح الصغير انه هو احق بها من غيره فتقدم لها عند عمه ليتزوج بها
واثقاً من ان عمه يفرح وسوف يزوجه عائشة عاجلاً ، فقال عمه دعني يا أبني صالح افكر في الأمر واستشير فقال له صالح لما الاستشاره ياعماه وانت تعرفني وتعرف من انا ؟ ومن اكون ؟
لكن عمه يخبء في داخله لغز لا يفهمه الا هو " يريد من صالح ان يتعب ويكد ويعلمه كيفية جمع المال مثله ومثل ابيه من قبل ولا يريد ان تكون له الحياة تأتيه باردة مبرده جاهزه مجهزه يريد من ذلك صنع الرجال الذين يعتمدون على انفسهم لا على ميراث وغيره " .
فأرسل في طلب صالح فقال له :-
ياصالح يا ابن صديقي واخي تعرف ان ابنتي غالية عندي وهي وحيدتي فقال صالح الصغير نعم اعلم وانها ايضاً غالية عندي فقال العم اجل فطوى
[ الطوى هو : مهر او جهاز العروس وهي لغة يطلقها جزء معين من المنطقة الجنوبية ]
عائشه عشروووووووووووون نااااااااااقة .....
فأندهش صالح الصغير من هذا الامر ..... فذهب في حزنه واختلى بنفسى يحاورها ويتأمل في امر عمه.........! لماذا ؟ وكيف ؟ وهل ؟ ... الخ من الأسئلة التي تطري علينا جميعاً .
فجاءة راعي من رعاة الغنم صاحب حكمة ورأي فقال ما بك قال من انت قال انا فلان ابن فلان راعي غنم لدى فلان من الناس وانت قال انا صالح قال له ما حكايتك ياصالح اراك مهموم ومغموم قال لا شئ وبعد ألحاح من الراعي قال له القصه كاملة ( السالفة ) فقال له الراعي لا عليك ! قال صالح كيف ؟ فقال نذهب " نجلى " انا وانت الى نجد فهناك الخير الكثير فنعمل ،
انت تعمل لجلب طوى ابنة عمك وانا اعمل لكسب المال .
فقال له وانت الان لا تكسب مالاً قال له الراعي بلى ولكن لا يكفي لي ولوالدي واخوتي الصغار فقال له صالح فكرة جميله وسوف اخبر عمي بذلك .
اتى عمه فقال انني سوف اذهب الى نجد لجلب طوى عائشة فسر عمه بهذا الخبر فعلم ان طريقته في طريقها الى النجاح ، لكن ياعماه لي طلب واحد قال العم ماهو ؟ قال صالح ان تعطني وعداً بأنك لا تزوج عائشه في فترة غيابي حتى ولو بعد حين الى ان آتي أو يأتي لك خبر وفااااااااتي ...........
قال العم لك ما طلبت ( تم )
فذهب صالح والراعي الى نجد ليقفوا على طريق القوافل التجارية التي تأتي آنذك من البحرين الى الحجاز فعملوا معهم ليخدموهم ويساعدوهم مقابل مبالغ مالية قليلة.
وبعد 20 سنه من هذا العمل تعب صالح ومرض فقال له الراعي ما بك قال انني تعبت وعييت ( هلكت ) وانني انظر الى حلالي واذا هو نصف طوى ابنة عمي ولي الآن 20 سنة فهذا الذي اتعبني واحزنني في نفس الوقت.
فقال له الراعي الوفي الشجاع لا تحزن اجمع حلالي مع حلالك فيكون طوى ابنة عمك وتزوجها .
فرفض صالح قطعاً فقال كيف آخذ حلالك وهو لك وظروفك اقسى من ظروفي فقال يا صاحبي يرزقنا الله ، اخذ ما قلته لك وبعد الزواج اوفني ما قدرت ، وبعد إلحاح من الراعي قبل صالح بالعرض .
فذهبا الى ديارهما وهما في الطريق تعب صالح فتوقفوا ( نوخوا ركابهم ) فقام الراعي بإشعال النار وإحضار القهوه جهلاً منه ان صالح يريد القهوه والراحه .
ولــكــن صــــــالــــــــــح يحـتـضــــر........
فقال ياصاحبي اريدك بسرعه فقال له نعم فقال صالح اني احس ان الموت قد جاءني فصعق الراعي فقال له صالح دعني اقول لك وصيتي :أريدك ان تذهب الى عمي والى عائشه وتقول لهما اني احضرت طوى عائشه ولم يردني عنكما ألا الموت , وارجوك لا تخبرهما بأنني استعرت تكملة المهر منك
فمـــــــات صــــالح اليتــيــــم
فذهب الراعي بالمهر حتى اصبح قريباً من الموقع سمع تلك الفتاة الجميلة فوق ذلك البعير( بعد ان اغناهم الله ) تقول قصيدة على فقدان حبيبها صالح وتأخره عليها بانشاد على لحن تلك المنطقة :
ياناس من مثلي حبيبه تجلـوى
راح الشمال وحال حيلان دونه
قضى الربيع وحتى العشب ذوى
وانا انشد الطرشان ما يذكرونه
فرد عليها الراعي وهو قريب منها وعرفها من ذكرها للقصيدة ومواصفاتها التي اخبرها صاحبة صالح عنها فقال بنفس اللحن والطاروق :
ردي بعيرك وأعلمك وش سوى
عهدي بهم في نقـرةً يقبرونـه
وارسل معي زين الهدايا مطوى
سلام قبل الموت ياصل عيونه
فسمعت القصيده وفهمت معناها فسقطت من البعير فمااااااااااااااتت ..
فذهب الراعي الى عم صالح ووالد عائشه واخبره بالقصة فحزن حزناً شديداً
فقال انا السبب في ذلك كله يا ليتني ...؟ يا ليتني...؟
لقد خسرت ابني وابنتي وحرمتهما من السعادة .
فقال صالح للراعي ان هذا الحلال اي طوى عائشه انه لك وانني لا اريد هذا الذي فرق بين الحبيبين ولا اريد ان يذكرني بأي شئ اقترفته لهما .