الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد.. أخي القارئ:
فهذه مقتطفات من سيرة علم من أعلام هذه الأمة وبطل من أبطالها، وفارس من فرسانها، صحابي جليل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - علنا في هذه السطور أن نقتبس الدروس والعبر..
هو خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي المكي ابن أخت أم المؤمنين.. ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها -.. كان رجلاً ضخماً، وعريض المنكبين، قوي البنية، واقرب الناس إليه شَبهاً.. عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-..
أسلم أبا سليمان سنة ثمان من الهجرة النبوية وقد خاض هذا القائد عشرات المعارك.. قال عنه المؤرخون: لم يهزم في معركة قط لا في جاهلية ولا في إسلام..
وقال عن نفسه: لقد انقطعت في يدي يوم مؤته تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحةً يمانية.. وهذا يدل على شجاعته الفائقة، وعلى القوة العظيمة التي مده الله بها..
وكان قائداً لجيش المسلمين في معركتي اليمامة واليرموك الشهيرتين، وقطع المفازة من حد العراق إلى أول الشام في خمسة ليال في جيش كامل كان معه، وكانت هذه من أعاجيب هذا القائد وقد سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - (سيف الله المسلول) واخبر انه سيف من سيوف الله سله الله على المشركين والمنافقين..
وقد شهد خالد حروب الردة، وغزا العراق، وقد اختلف أهل السير في أسباب عزل خالد عن قيادة جيش المسلمين في الشام، ولعل الصحيح ما نقل عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: لأنزعن خالداً حتى يعلم الناس أن الله إنما ينصر دينه بغير خالد..
وهذا بسبب أن الناس اتجهوا إلى خالد في الجيوش ويقولون لا نهزم في جيش فيه خالد بن الوليد وكان الاتكال على خالد لذا خاف عمر التعلق بغير الله في النصر..
وتوفي القائد البطل سنة إحدى وعشرين من الهجرة النبوية بحمص وكان عمره (58 سنه) رضي الله عن خالد وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وجمعنا به في دار كرامته..
سِيَر أعلام النبلاء.