الهولوكوست
إيفانغورود، أوكرانيا، 1942 - شرطي ألماني يصوب بندقيته ليطلق النار على امرأة وطفلها.
لافتة على واجهة محل يهودي: أيها الألمان، دافعوا عن أنفسكم ولا تشتروا شيئا من اليهود.
بيرغن بيلزن، 1945 - بعض الناجين بعد التحرير كوفنو، ليتوانيا، فبراير شباط 1944 – أفراهام روزنتال البالغ الخامسة من عمره وشقيقه عمانوئيل ابن السنتين - تبرع بهذه الصورة متحف تخليد ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة.
الهولوكوست هو عملية القتل العمد التي ارتكبتها ألمانيا بحق ستة ملايين يهودي. وفي حين بدأت ملاحقة النازيين لليهود في سنة 1933، فإن الإبادة الجماعية تم تنفيذها خلال الحرب العالمية الثانية. وأنجز الألمان وشركاؤهم عملية إبادة ستة ملايين من اليهود خلال أربعة أعوام ونصف العام. وبلغت "إنتاجيتهم" أشدها بين أبريل نيسان ونوفمبر تشرين الثاني من عام 1942، وهي فترة من 250 يوما قتلوا خلالها نحو مليونين ونصف من اليهود. ولم تصدر منهم أي بادرة لضبط النفس، وإذا تباطؤوا بين الحين والآخر فلسبب واحد هو "نفاد" اليهود المرشحين للإبادة، ولم يتوقفوا عن فعلتهم إلا حين هزمهم الحلفاء.
ولم يكن إلى الخلاص من سبيل، فالسفاحون لم يقنعوا بإبادة جاليات بأكملها، بل لاحقوا كل فرد من اليهود استطاع الاختباء واصطادوا كل هارب، إذ كانت جريمة كونهم يهودا من الشناعة بما استدعى إماتة كل أحد منهم، رجلا كان أم امرأة أم طفلا، وليكن ملتزما بدينه أو لاأدريا أو مارقا، وليكن معافى منتجا أو مريضا كسولا – كان ما خطط لهم جميعا هو المعاناة ثم الموت، فلا تأجيل ولا أمل ولا عفوا محتملا ولا فرصة في تخفيف الحكم.
كان معظم يهود القارة الأوروبية قد ماتوا في سنة 1945، وامحت بذلك من الوجود حضارة ازدهرت لنحو 2000 سنة، وتجمع الناجون وهم النزر اليسير المتبقي، مبهورين ضامرين، كئيبين بما يفوق الوصف، يستجمعون ما تبقى فيهم من حيوية وبعض ومضات من إنسانية، ليعودوا فيبنوا حياتهم. لم يسعوا يوما لتوقيع العقاب العادل على معذبيهم، فما هو العقاب العادل اللائق بمرتكبي مثل هذه الجريمة؟ لقد آثروا إعادة البناء، فأقاموا عوائل ظلت تعيش في ظل سابقاتها الراحلة، وبدأوا حياة جديدة شوهتها الجروح إلى الأبد، وأسسوا مجتمعات جديدة لا يبرحها شبح المصاب