أفادت مصادر قريبة من التحقيقات في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الثلاثاء المترشحين للانتساب كضباط في جهاز الدرك الوطني، أن معلومات تشير الى ان الإرهابيين الذين ينشطون في سرية "يسر" كانوا قد قاموا بتصوير المدرسة قبل حوالي 4 أيام من وقوع الاعتداء، ويرجح أن الغرض كان لتحديد الأهداف، وتشتغل لجنة أمنية على ظروف الاعتداء.
الأسبوع الجاري كان دمويا وسقط أكثر من 74ضحية أغلهم مدنيون بيسر، البويرة، سكيكدة، جيجل، .. ماذا يريد الارهابي درودكال؟ المعطيات المتوفرة لدى "الشروق" تفيد أن الأمير الوطني لتنظيم "الجماعة السلفية" لم يجد مخرجا للأزمة التي واجهتها مجددا بعد العمليات العسكرية النوعية الأخيرة أهمها القضاء على 12 إرهابيا منهم قياديون إلا تحويل الأزمة الداخلية إلى تصعيد الاعتداءات الإرهابية خاصة الانتحارية منها التي تخلف حصيلة ثقيلة وتثير صدى إعلاميا يعيد للتنظيم الإرهابي بريقه.
"درودكال" وظف ورقة الانتقام لهؤلاء الأمراء فأصدر تعليمة حسب تصريحات إرهابيين موقوفين وتائبين تدعو أتباعه الى تكثيف النشاط الإرهابي باستخدام "رصيد" التنظيم من آليات ومتفجرات في هذه الاعتداءات، ولم تنص التعليمة على عدم استهداف المدنيين بل إسقاط أكبر عدد من الضحايا وإقحام شبكات الدعم والإسناد في العمل المسلح المباشر.
ولم تتأكد المعلومات التي أوردتها "الشروق اليومي" أول أمس استنادا الى شهادة ناجي حول احتمال اختراق انتحاري بحزام ناسف صفوف المصطفين أمام بوابة المدرسة، لكن إذا صح ما أفاده به الجريح فإنه يعكس إرادة في إسقاط أكبر عدد من الضحايا ويكون قد تم تجنيد انتحاري ثاني خوفا من إحباط الاعتداء بواسطة سيارة مفخخة.
بعض القراءات تذهب في اتجاه آخر غير اعتماد منهج التترس الذي طعن فيه شرعا من طرف عديد من العلماء، وتؤكد اعتماد منهج "الجيا" في ظل سيطرة بقايا زوابري على قيادة "الجماعة السلفية" في الوسط والشرق، حيث كان يتم استهداف جنود الخدمة الوطنية والراغبين في الالتحاق بصفوف الشرطة وهي طريقة أيضا منتجة من طرف الجماعات النشطة في العراق وسبق للتنظيم الإرهابي تنفيذ اعتداء بواسطة دراجة نارية.
وفي ظل المستجدات، ترى أوساط أن البيان الذي أصدره حسان حطاب عقب استهداف المدنيين سيزعزع بيت درودكال، وكان حطاب قد أصدر بيانا طعن فيه في شرعية أولى اعتداءات انتحارية في 11 أفريل واستنكرها بشدة.