الكيان الصهيوني عبر تاريخه لم يعرفْ في حواره مع الآخر غيرَ لغة الدم والعنف، وأضحى من التقليدي أن تطالعنا أخبار الصباح يوميًّا بأنباء عن شهداء ومصابين من الأطفال والنساء ورجال المقاومة الفلسطينية، بما يجعل المراقب يقول إنَّ "الوهم المتبدد" حول المشروع الصهيوني قد بدأ يؤتي ثماره على صعيد الرأي العام العربي والعالمي.
يقول الكاتب والمترجم المصري حسن خضر في تقديمه لكتاب "الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود" للأكاديمي الصهيوني إسرائيل شاحاك: "تَقْتَضِي كل معرفة موضوعية بالآخر نزع الصفة الشيطانية عنه، وقراءته ضمن الشرطين الاجتماعي والتاريخي، كظاهرة قابلة للفهم بمعزل عن الرغبات الذاتية والأمنيات، لكنَّ الأمر لم يكن في يوم من الأيام على هذا القدر من التبسيط خاصة مع "آخرنا" اليهودي، الذي تعترض سُبُلَ فهمَه ومعرفتَه بما هو عليه، عقبتان هما: صراع الوجود، حيث تمثِّل كل محاولة لتأكيد الكينونة نفيًا للآخر، أو على الأقل، يمثِّل وجودَه جرحًا دائمًا للهوية، والعقبة الثانية هي الترسانة اللغوية- المفهومية التراثية التي يبدو التحرر منها شرطًا أساسيًّا لخلق لغة ومفاهيم جديدة، تجعل معرفة الآخر معفاة من أعباء الماضي وثقل التاريخ"
هكذا رأي الأستاذ خضر، ولكنه لم يكمل بالقول المنطقي أنَّ دراسة الآخر الصهيوني بعد نزع "الصفة الشيطانية" عنه لن يُؤَدِّي إلا إلى التأكيد على هذه الصفة ولن نكون متحيزين ضد اليهود أو الصهاينة بمعنى أكثر دقِّة مما فعل هنري فورد في كتابه "اليهودي العالمي" أو إسرائيل شاحاك في كتابه المُشَارِ إليه سلفًا، وغيرهما من رجال المال والصناعة والمفكرين الغربيين واليهود والصهاينة مِمَّن قاموا بتعرية الوجدان الصهيوني بعد تحريفها واليهودي والصهيونية وكشفوا عنها غطاءها
وفي هذا السياق لا يمكن أن نفهمَ السلوك العدواني الصهيوني في إطار الصراع في الشرق الأوسط وتجاه المصريين والفلسطينيين على نحو خاص دون الرجوع إلى المصادر العقدية والتاريخية الأولى للمشروع الصهيوني في فلسطين والشرق الإسلامي والعربي والتي دفعت اليهودي في فلسطين ولبنان وسيناء إلى ذبح الأطفال وحرق الشيوخ والنساء وقتل الأسرى العزل باسم "الرب" و"قربانًا لله".. والله بريء من أفعالِهم لو كانوا يعلمون.
ويؤكد الدكتور "رشاد عبد الله الشامي" أستاذ اللغة العبرية في جامعة "عين شمس" في مقدمة كتابه الهام المعنون "الشخصية اليهودية "الإسرائيلية" والروح العدوانية"- الذي صَدَرَ في طبعتين الأولى في الثمانينيات الماضية عن سلسلة "عالم المعرفة" والثانية في سلسلة "كتاب الهلال" القاهرية- أن المجتمعَ الإسرائيلي بحكم ظروف تكوينه منذ بداية المشروع الصهيوني في العصر الحديث قد ولَّد نمطًا يهوديًّا عدوانيًّا طَبَع بأثره على السلوك العام لكل يهودي وُلِدَ بعد البدء في التفكير ثم في تنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين بدعم من قوى اللاهوت المسيحي الصليبي العالمي
كل هذا الكلام يمكن ملاحظته والتأكد من صدقيته من خلال ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الوقت الراهن، وبالذات بعد جريمة شاطئ غزة، وغيرها مما ارتكب في حق أطفال فلسطين وشيوخها ورجالها، في الأيام الأخيرة، والتي لا تُعْتَبَر استثناءً من عتفضل طويلة من الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في حقِّ الشعوب العربية في فلسطين وما حولها.
ولعل صرخات الطفلة هدى غالية أمام عدسات التصوير مؤخرًا كانت أدعى للضمير العالمي لكي يستيقظ ويحاول مجرد محاولة أنْ يقفَ وقفة حازمة في وجه هذا الظلم الصهيوني، ولكن الأكثر مدعاة للدهشة أنَّ (تايمز) البريطانية قالت إنَّ الموقف الأوروبي "مُخْزٍ" تجاه الظلم الذي يلحق بالفلسطينيين يوميًّا، ومنظمة العفو الدولية "أمنستي" وَصَفَتْ ما يجري بأنه "جرائم حرب"، حتى الصحف الأمريكية انتقدت هذا المسلك الصهيوني ووصفته (يو. إس. إيه. وداي)- أوسع الصحف الأمريكية انتشارًا- بأنَّه خروج على "القانون الدولي"، كل هذا حدث بينما يبدو الضمير العربي نائمًا!!
تاريخ من الإرهاب!!
على النحو الموجز سالف الذكر يمكن القول إن تراث "الدم والنار" الذي ورثه المشروع الصهيوني عن الآباء الأوائل له بكل ميراث قرون الشتات اليهودي، يتم حاليًا إسقاطه وبحذافيره على الفلسطينيين، ولم تكن البداية أبدًا- بخلاف ما يظن البعض- في دير ياسين أو حتى يافا في الحرب العربية- الفلسطينية الأولى في العامين 1947/1948م، بل إن تراث الدم العربي والمسلم في فلسطين على أيدي اليهود كان أقدم من ذلك.
تعود بدايات العنف الصهيوني تجاه الفلسطينيين إلى الأيام الأولى للهجرات اليهودية إلى فلسطين (أليشوف) حيث قامت مجموعات من الشباب اليهودي في العقدين الأَوَّلَيْن من القرن العشرين بتأسيس عدد من المنظمات العسكرية وشبه العسكرية التي كانت مهمتها الأساسية حراسة التجمعات اليهودية الصغيرة المهاجرة إلى فلسطين- مجتمع (ألعالياه) الجديد- وكان من بينها منظمة هاشومير- أو الحارس باللغو العبرية- التي تأسست في الفترة ما بين عامي 1907م إلى 1909م، و كانت النواة الأولى لتأسيس عصابات الهاجاناه- أو الدفاع بالعبرية- في العام 1918- 1920م والتي كانت بدورها العمود الفقري لجيش "الدفاع" الصهيوني الذي صدر قرار رسمي بتشكيله في مايو من العام 1948م.
وبجانب (هاشومير) و(هاجاناه) نشأت عصابات إجرامية أخرى كثل (آرجون زفاي ليئومي) بزعامة الإرهابي المعروف مناحيم بيجين، و(شتيرن) التي تزعمها الإرهابي أبراهام شتيرن، وهناك أيضًا منظمة (بيتار)، والكلمة تُعْتَبَر اختصارَا لعبارة عبرية تقول "بريت يوسف ترومبلدور" أي "عهد يوسف ترومبلدور" أو "حلف يوسف ترومبلدور" وهو تنظيمٌ شبابي ينتمي للحركة الصهيونية التصحيحية تأسس في بولندا عام 1923م على يد الزعيم الصهيوني "يوسف ترومبلدور"، وكان هدفه الرئيسي إعداد أعضاء التنظيم للحياة في فلسطين بتدريبهم على العمل الزراعي وتعليمهم خصوصًا اللغة العبرية بجانب التدريب العسكري.
هذه العصابات التي قادتها شخصياتٌ معروفةٌ بتاريخها الدموي على النحو الذي مثَّلنَا له، حوَّلت مهمة حماية التجمعات اليهودية الجديدة في فلسطين إلى مرحلة أُخرى أكثر تطورًا من المشروع الصهيوني، هذه المرحلة هي المُتَعَلِّقَة بالاستيلاء بالقوة على فلسطين، وطرد أصحاب الأرض الأصليين منها، مع إتمام هذه العملية بأكبر قدر ممكن من الترويع لحمل الفلسطينيين على ترك أرضهم وعدم العودة إليها مُجَدَّدًا.
ولذلك كانت هذه العصابات تقوم بهجمات منتظمة على مَزَارِع الفلسطينيين وتقول بأعمال القتل والطرد وإحراق المزروعات، وكانت غالبية هذه العمليات تتم في المنطقة أو المُثَلَّثِ الواقع بين تل أبيب ويافا على الساحل، والقدس في الداخل وعكا على الساحل مُجددًا شمال فلسطين، مرورًا بالُّلد والقسطل والرملة، حيث مصادر المياه الأهم في فلسطين، وكذلك الأراضي الزراعية الأخصب فيها.
ميراث الدم
مرت الجرائم الصهيونية في فلسطين بالعديد من المراحل التي تطورت مع تطور المشروع الصهيوني ذاته في فلسطين، ومن هنا مَرَّتْ انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين على أيدي الإجرام الصهيوني بالمراحل التالية:
أولاً: الجرائم الصهيونية في الفترة بين عامي 1947- 1948م:
تعتبر مذبحتا الُّلد ودير ياسين من أهم المذابح الصهيونية وأكثرها منهجية، وراح ضحيتهما مئات من الفلسطينيين، ومع ذلك لم تكن هذه المذابح سوى جزء من نَمَطٍ أعمَّ، وهو: القيام بمذابحَ ذات طابعٍ إباديٍّ محدودٍ يتم الإعلان عنها بطريقة تثير الذعر في نفوس العرب والفلسطينيين فيهربون، وبذا تتم عملية التطهير العِرقي وتصبح فلسطين أرضًا بلا شعب، كما كانت بعض الفرق الصهيونية تنفذ بعض المذابح انتقامًا من العرب الفلسطينيين، وإشعارهم بعدم جدوى المقاومة.
وبخلاف دير ياسين والُّلد.. فَمِنْ أهم المذابح الصهيونية التي جرت في هذه الفترة مذبحة قريتي "الشيخ" و"حواسة" في 31 ديسمبر عام 1947م) وراح ضحيتها نحو 30 فردًا بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال والنساء وتركوا شواهد من الدماء والأسلحة تدل على عنف المقاومة التي لقوها.
مذبحة قرية "سعسع" جرت في 14 و15 فبراير من العام 1948م: حيث شَنَّت الـ"بالماخ"- الصاعقة والقوة الضاربة لـ(هاجاناه)- وتحديدًا الكتيبة الثالثة منها هجومًا على قرية "سعسع" فَدَمَّرَتْ 20 منزلاً فوق رءوس سكانها، وأسفر ذلك عن مقتل 60 عربيًّا معظمهم من النساء والأطفال، وقد وصفت هذه العملية بأنها "مثالية".
وبجانب هاتين المذبحتين هناك أيضًا: مذبحة "رحوفوت" (27 فبراير 1948م) واستشهد فيها 27 عربيًّا وجُرِحَ 36 آخرون، ومذبحة قرية "كفر حسينية" (13 مارس 1948م) وقامت بها الـ(هاجاناه) وأسفرت عن استشهاد 30 عربيًّا، ومذبحة "بنياميناه" (27 مارس 1948م) وحَدَثَتْ مذبحتان في هذا الموضع، حيث تم نسف قطارين وأسفر نسف الأول عن استشهاد 24 فلسطينيًّا، وجُرِحَ أكثر من 61 آخرين وتمت عملية النسف الثانية في 31 من نفس الشهر حيث استشهد أكثر من 40 عربيًّا وجُرِحَ 60 آخرون، وهناك أيضًا مذبحة مدينة "ناصر الدين" (14 أبريل 1948) وقامت بها عصابتا (ليحي) و(آرجون) ولم ينجُ من سكان المدينة التي هدمت العصابات الصهيونية فيها بيوتها كلها سوى 40 فلسطينيًّا.
ثم جاءت مذابح نوعية لها أهداف أكثر إستراتيجية على المستوى العسكري مثل مذبحة "تل لتفنسكي" (16 أبريل 14948م)، حيث قامت عصابة صهيونية بمهاجمة معسكر سابق للجيش البريطاني كان يعيش فيه العرب والفلسطينيون وأسفر الهجوم عن مصرع 90 عربيًّا وفلسطينيًّا، وهناك في هذا الإطار مذبحة "حيفا" التي جرت في (22 أبريل 1948م) حيث هاجم الصهاينة مدينة حيفا في منتصف الليل واحتلوها وقتلوا عددًا كبيرًا من أهلها، فَهُرِعَ العرب العزل الباقون للهرب عن طريق مرفأ المدينة، فتبعهم اليهود وأطلقوا عليهم النيران، وكانت حصيلة هذه المذبحة 150 قتيلاً و40 جريحًا، وأخيرًا مذبحة قرية "بيت داراس" (21 مايو 1948م)، والتي تم فيها هدم بيوت القرية كلها!!، وأخيرًا قرية الدوايمة في أكتوبر من العام 1948م
ثانيًا: الجرائم الصهيونية حتى العام 1967:
كانت مدن الضفة الغربية وغزة هي المحور الرئيسي في هذه المرحلة لنشاط القوات الصهيونية، وكانت مذبحتا قبية في أكتوبر من العام 1953م، وكفر قاسم في أكتوبر/ نوفمبر من العام 1956م، وكانت الأنشطة العسكرية الصهيونية موجهة للفلاحين الفلسطينيين في غزة بشكل رئيسي تمهيدًا لخلق ذات الحاجز النفسي الذي تم خلقه مع عرب فلسطين 48، تمهيدًا لحرب يونيو 1967م حيث تم احتلال باقي فلسطين القديمة.
ومذبحة قبية بالذات لها قيمة مهمة في تاريخ الجرائم الصهيونية في حق الشعب العربي في فلسطين، حيث كانت أول محطة بارزة في مسيرة إرهاب رئيس الوزراء الصهيوني السابق إرييل شارون الذي كان يتفضل في ذلك الوقت الفرقة "101" التابعة للجيش الصهيوني- والتي تم تأسيسها للقيام بما يعرف باسم "مهام خاصة" في المناطق العربية في فلسطين المحتلة في العام 1948م وما جوارها من أراضٍ فلسطينيةٍ وعربيةٍ، وقتل شارون في قبية 69 فلسطينيًّا.
عقدة الماسادا!!
من ضمن النتائج التي أفرزتها الدراسات الحديثة حول أسباب تغلغل ثقافة الدم والعنف في وجدان الصهيوني في الوقت الراهن، هو أنَّ التراث التاريخي لليهود أملى عليهم في التاريخ الحديث أنْ يعطوا قيمة قصوى لمسألة الأمن، ولا تزال عقدة قلعة مسعدة أو الماسادا- بحسب النطق العبري- شمالي القدس في العام 71 بعد الميلاد تحكم الذهنية اليهودية، حيث حاصر الرومان القلعة التي كانت تضم فلولاً من المتمردين اليهود على سيطرة الدولة الرومانية، ونتيجة الحصار الشديد قام اليهود المُحَاصَرِون بقتل بعضهم البعض، وانتحر آخرهم بعد أن قتل زميله الأخير، تلافيًا للوقوع في أيدي الرومان.
ومن هنا يمكن تفسير ما جرى في لبنان طيلة عقدي السبعينيات والثمانينيات الماضية من جانب الصهاينة بحق اللاجئين الفلسطينيين، حيث ارتكبت القوات الصهيونية الغازية وحلفاؤها في لبنان مثل سعد حداد، وأنطوان لحد، وإيلي حبيقة، وغيرهم مجموعةً من الجرائم بحقِّ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكانت مذبحتا تل الزعتر عام 1976م، وصبرا وشاتيلا في العام 1982م، هما أكبر ما تم ارتكابه من مذابح، ليس في تاريخ القضية الفلسطينية وإنَّمَا على مستوى التاريخ الإنساني كله، حيث سقط ثلاثة آلاف فلسطيني في تل الزعتر، ومثلهم تقريبًا- 3500 في تقديرات أخرى- في صبرا وشاتيلا.
وبعد مجزرة صبرا وشاتيلا، أدت سياسة الاحتلال الصهيوني، ووباء الطائفية في لبنان إلى حصار المخيمات الفلسطينية، إلى أن يُصْدِر رجال الدين المسلمون فتوى تبيح للفلسطينيين الْتِهَامَ جثث القطط والكلاب والحيوانات الأخرى، والأقسى من ذلك التهام جثث الشهداء الذين يسقطون بسبب الغارات الصهيونية، وذلك لعدم وجود أي منفذ لوصول المواد الإغاثية إلى هناك.
وفي عقد التسعينيات ومع دخول الانتفاضة الأولى إلى سنوات الحسم، كانت السياسة المعتمدة من جانب الجيش الصهيوني ضد أبطال المقاومة من أطفال وشباب فلسطين هي سياسة "تكسير العظام"، وكان "بطل السلام" إسحق رابين وزير الدفاع وقتها هو الرأس المدبر لهذه السياسة، وكان من المألوف أن نرى صورًا لـ"رجال جيش الدفاع" الصهيوني وهم يقطعون أصابع الشباب الفلسطيني القادر على حمل السلاح حتى لا يصبح قادرًا على إطلاق النار أو الحجارة، وكانت كعوب بنادق ومدافع "أبطال التوراة" هي السلاح الأول لكسر معاصم وعظام أذرع وأصابع الشباب الفلسطيني؛ حتى لا يكونوا مقاتلين، بل إن سياسة "الحرب الاستباقية" كانت معتمدة أيضًا حيث جرى كسر عظام وأصابع الأطفال، حتى لا يكونوا قادرين على حمل السلاح مستقبلاً.
هذا الجيل هو الذي قام بانتفاضة الأقصى في سبتمبر من العام 2000م، التي شهدت المزيد من الجرائم الصهيونية، وكان من ضحاياها أطفال في عمر الزهور، من بينهم محمد الدرة في ديسمبر 2000م، والذي نقلت الفضائيات صور استشهاده، وبعد ذلك جاءت مجازر جنين في ربيع العام 2001م، حيث كان يسقط من الفلسطينيين 50 شهيدًا في اليوم الواحد، وكان رئيس الأركان في ذلك الحين الجنرال شاؤول موفاز هو الذي يشرف بنفسه على ضرب المُخَيَّم، ثم جريمة اغتيال الرضيعة إيمان حَجُّو لأنها كانت على صلة بجماعات المقاومة الفلسطينية وكانت تطلق الصواريخ!!، ثم الطفلة إيمان الهمص، والقائمة تطول.
ووصولاً إلى ما يجري حاليًا في غزة، حيث سقط عشرات الأطفال برصاص وصواريخ قوات الاحتلال الصهيوني، وكانت جريمة الشاطئ التي حصدت أسرة كاملة، لم يتبق منها سوى الطفلة هدى التي شهدها العالم كله هي الأبرز، ولم يسلم الجنين الفلسطيني في بطن أمه من جرائم الصهاينة، فالطفلة "مجزرة" ابنة سفيان عبد القادر، أصابتها شظايا قذيفة صهيونية قتلت أمها- 20 عامًا- في 21 يونيو 2006م، واستشهد في هذه الغارة أطفال آخرون، من بينهم فرح وهبة وشقيقها خالد، وعمرهم يتراوح ما بين عام ونصف وعامين.
ما بين دير ياسين ومجازر غزة تاريخ طويل من الدم الفلسطيني المُرَاق، وبطبيعة الحال والمرحلة التي نمر بها فلا عزاء للضمير العربي!!