الصمود والعزة لرد عدوان اليهود على غزة
بغــــــزَّة خَطْب يا أخيَّ جلــــــيـلُ * ودمْـــعٌ على سفْك الدِّماء يسيـــلُ
وقتـْـــل وإرْهابٌ وهـــدْمُ مساجـدٍ * وغزْوٌ منَ المُسْتـدمِريـن مَهُـــولُ
فأمْسـَت بلاد القدْس جرداءَ بلقـعًا * مـزارعُ فيــها أُحرقـَـتْ وحقُـــولُ
خلَتْ منْ بني الإنْسانِ فيها شوارعٌ* كــأنَّ بُيُــوتُ المُسْلميــنَ طُلُــولُ
فسُكَّـــانُـها قـْد قتّـلـوا شـرَّ مَقْتـــلٍ * أُريقـتْ دِماءُ القـوم فهْـي سُيـولُ نِســاءٌ ثَكَالـَـى قــدْ فقـــدْنَ أحبـَّــةً * لهـُــــنَّ بُكـَــاءٌ مــــرَّةً وعَويـــــلُ
فغزَّةُ كانتْ في حِـصـَـارٍ وأهلُــــهَا * جِيـاعٌ ومرْضـَى ما هناك مُعيـــلُ
"حماسٌ" و"فتحٌ "في نزاعٍ وغفلة ٍ* ودَيـــْـدنــُـهمْ قــالٌ هناك وقيـلُ
فلـمْ يشْعُـروا حتَـى أغارَ عدوُّهـُـمْ * وقدْ قُرعـتْ للحـرب منـْهُ طُبُـــولُ
فيا مجْلسَ الأمْنِ اتقِ اللهَ واسْتفقْ * أصَابَك َعنْ بطشِ اليهودِ ذُهُــولُ
وكمْ تدّعي نَصْرَ الضعيف مُحايِـداً * وهـــذا ادِّعاءٌ ما عليـْــهِ دليـــــلُ
فهَذي بِلادُ القدْسِ أضْحتْ فريسةً * تصـــول يهــودٌ عنْــدها وتَجــولُ
كأنّي بكُم لمْ تسمعوا عنْ مجــازرٍ * تُســـاقُ إليـْـها صِبْيـَـة ٌوكُهــــولُ
سَكتَّ على الظلْم الصّريح سياسة ً* لأنـَّــك فِعْـــلاً للظلـُـــومِ خليــــــلُ
ولو كنـْـت حــَقاَ راعـِـيًا ومُدافـِـعاً * لمِلْـتَ مع المظلــوم حيثُ يَميــــلُ
فــيا قومَــنا عـُــذراً إليْكـُـمْ فإنــَّــنا * عَجَزْنا وسيـْـفُ العاجزيـن كَليـلُ
وإنْ نكُ قصَّـــرْنا بشــيءٍ نُطيقـُــُه * فَــأفّ وعـُـــذرُ المُذنبيــن ثقيـــلُ
وكيْفَ يَطيبُ النـَّوْمُ والأكْلُ عنْـدنا *وفي ساحَةِ الأقصى الطعامُ قليلُ؟
وكيْف التداوي والجريـحُ مُضــرُّجٌ * وكيْــفَ اعْتزازٌ والشقيـقُ ذليلُ؟
ونفـْــــرحُ بالأبْـــناءِ دونَ تأثـــُّـــرٍ * ونلْهـو وطفْلُ القـدْس فيـهِ قتيلُ؟
فلسطينُ تشكو مُنذ دهْـرٍ وترْتجـي * وقــدْ عطِبـتْ للمُسلميـن خُيــولُ
وتبكي على الفاروق حُزناً وحسْـرة ً* وترْثي صلاحَ الدين وهْي تقولُ
أعيدوا إلى الأقصى الجريـحِ حريمَـه ُ* وعنّــِيَ أغـْلالَ اليهـودِ أزيلـواُ
فقــدْ ضاع مجْـدي واسْتحلـْتُ ذليلـة ً* وغيَّبَ نجْمي في السماء أُفُـولُ
وقدْ كنْت ُبسْتاناً منَ الورْد في الرُّبىَ * فشـَـوّهَ أزهــارَ الربيـع ذبُـــولُ
فلسطيـنُ يا أرْضَ النبييــنَ أبْشـِـري * فربـِّي بقهـْـرِ المُعْتديــنَ كفيــلُ
فقـدْ كُنْـتِ في التاريـخ للـناس قبْلــة ً* ومسجدُك الأقصى إليه رَحيـــلُ
ولكِــنْ علــى اللــه العظيــم توكلِــي * ومـَن ْيَتوكـَّـلْ فالإلــَه ُوكيــــــلُ
ولــَـنْ يُعْجـِـزَ اللـــهَ اليهــودُ وإنّمــا * لهُ قــَدَرٌ يُمْضيــهِ ليـْـس يـزولُ
فيا ربنا انْصُرْ دينَــكَ الحـقَّ وانتقِــمْ * ليُرْوى لنا بعْــدَ الجفاف غليــلُ
ودمّـِرْ طُغـاة َالأرْضِ فـي كـلِّ بقْعــة ٍ* ليُشفىَ منَ المُسْتضعفينَ عليـلُ
جزى الله خيــراً مــنْ أعـانَ بمالِــهِ * وأقوالِهِ والدَّعْــمُ منْــهُ وَصــولُ
فكَـــمْ حـُـرَّةٍ قــدْ أرسلــتْ بحُليِّــــها * وترْجــو ثوابَ اللهِ وهـْـوَ جزيلُ
وكــم مِنْ مُنـَـاجٍ ربَّــهُ وهْو ساجـِـدٌ * وما خاب عبْــدٌ للإلــه سـَــؤولُ
فرُحْمـــاك يا ربَّاهُ واجبُـر كُسـُـورَنا * فليـس لنا عمَّا قضيْــتَ بديـــــلُ
ووحِّدْ جميعَ المُسْلِمينَ على الهُدى * فليـْـس إلى الأقصى سِواه سبيلُ
ولا تأخُــــذنَّا بالذُّنـــُــوبِ فإنَّــــــــنا * ضِعافٌ وبالتأييدِ منـْـك َنَصــولُ
ومهـــْـما بكيْــنا لا يُــفيــــدُ وإنَّـــما * نُعـَـزّي أخـانا والعـــزاءُ جميــلُ
على صاحب ِالإسْراءِ صلّوا وسَلّموا* فمنْهجـُـهُ نحْــوَ النّجـــاةِ دليـــلُ
نظمْتُ على البحْرِ الطويلِ قصيدتي * سهـِرْتُ وليْلُ الساهرينَ طويــلُ
وَوَاسَيْتُ أهْلي في فلسطيـنَ قائــلا * بغَـــزّة خَطـْـــبٌ يا أُخَــيّ جليـــلُ
ككتبها الشاعر عبد الملك بن مبروك السلماني * إمام * تيزي وزو
1430 *2009