بسم الله الرحمان الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلم...
كلمة مثل المحيط..لا نر أخره..ولانهاية له..مهما أخذت منه لايكفيك..وتطالب بالمزيد..وتبحث عن منافذ أخذ العلم...والعلم كلمةعندما نسمعها .أو نقرأهانتطمع..بأن نكون من ممتلكيها..ولو جزء صغير منه..
وأن ينسب لقبنا لهذه الكلمة..وهي كلمة متعلم..أو متعلمة
هذا شرح بسيط للكلمة..ومهما قلنا وكتبنا..لن نشمل معناها..
ولابد أن نسأل انفسنا سؤال..أنه بسيط..ولكن جوابه..ليس بالدقة المطلوبة..
ماذا يعني لك العلم..؟؟
هل هو الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة..والتعلم والدراسة فقط...؟؟
أم أنه ..أخذ من مما يمتلكون قدر منه..؟؟
أم أنه أخذ وعطاء..والحب للبحث..والتطلع مابين هذا وذاك..؟؟
وللأسف نحن فقدنا مفهوم العلم في زمننا هذا...ضاع في قاموس حياتنا..
هل عندما دخلنا المدرسة..أعطونا مفهوماً ولو حتى بسيطاً
عن الكلمة العلم..؟؟
لا والله.....إذاً تكونت صورة لمفهوم العلم..في رأس كل منا..
بشكل مختلف عن الأخر..
إذاً من الصعب أن نتفق جميعنا على مفهوم موحد..
إذاً للنتقل إلى النقطة التالية..ألا وهي العلم في الإسلام...
ما هو منزلة العلم في الإسلام....
الإسلام..قدر العلم..وجعله في المراتب الأولى..التي على المسلم..
النظر إليها والسعي نحوها بشتى الطرق..
والعلم ليس الذهاب إلى المدرسة أو إلى الجامعة..فقط..
بل العلم حب للمعرفة...والسعي نحوها...والبحث في معانيها..ومحاولة الوصول إلى المعرفة...بشتى الطرق..والمدرسة والجامعة...
ماهي إلا إحدى هذه الطرق..والأسلام لم يهتم بالعلم من الفراغ...
بل لأنه دين ومنهج يصلح لكل زمان ومكان...
فلقد دعى الإسلام إلى العلم..لأن العلم...يرتقي بأمم..
وهو بذاته..يخسف أمم أخرى أهملته ولم تعطيه حقه واهتمامه..
وكما يقول البيت الشعري...
العلم يبني بيوتا لا عماد لها .. والجهل يهدم بيت العز والكرم
فمهما أمتلكت الأمة من أموال وجاه...ولم تمتلك العلم..فإن الجهل يقضي على كل ما يصادفه..حتى تسقط الأمة كالبيت المهدوم...الذي تهالكت جدرانه...وتزعزت أركانه..
والأن ننتقل إلى نقطة أخرى....ألا وهي طلب العلم..
طلب العلم...يبدأ بنقطة واحدة لا ثاني لها..وهو مدى حبك للعلم..
فكلما زاد مقدار حبك للعلم..زاد مقدار بحثك عنه وطلبه..
ولذلك عليك حب العلم أولاً ومن ثم تبدأ في البحث عنه...
وإن كان العلم لك مكروهاً وكرهاً...فلن تطلب العلم ولو كان تحت قدمك..وعندما نذكر كلمة طلب العلم يخطر في تفكيرنا...
حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم...
اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم
وللأمانة هذا الحديث..روي بإسنادين فيهما ضعيف
فهل رأيتم أخوتي الأعزاء...مدى أهمية طلب العلم...فهو فريضة..ليس واجباً أو مستحباً..بل فريضة..علينا كمسلمين..
والأن لنرى ما هي منزلة أهل العلم..في الأسلام ..وعند الخالق سبحانه وتعالى..
يقدر أهل العلم في الإسلام خير تقدير..وخير مكانة..وكلاً حسب قدره من أمتلاكه للعلم..
فهناك طلاب العلم..وهناك العلماء..وهكذا..متدريجين بحسب قدرهم من العلم...
وللعلماء هيبتهم ومكانتهم...فترى الجاهل يخافهم...وترى المتعلم يحترمهم ويقدرهم أحسن تقدير..وهذا شئ طبيعي في بني آدم...ليس في وقتنا الحالي فقط..وعندما..نذكر كلمة علماء..نذكر الأية الكريمة..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...
بسم الله الرحمن الرحيم... ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك
إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور إن الذين يتلونكتاب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور
وهذا تفسير الأية...
{وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ} أي وخلق من الناس، والدواب، والأنعام، خلقاً مختلفاً ألوانه كاختلاف الثمار والجبال، فهذا أبيض، وهذا أحمر، وهذا أسود، والكلُّ خلق الله فتبارك الله أحسن الخالقين .. ثم لما عدَّد ءاياتِ الله، وأعلام قدرته، وآثار صنعه، وما خلق من الفطر المختلفة الأجناس أتبع ذلك بقوله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} أي إِنما يخشاه تعالى العلماء لأنهم عرفوه حقَّ معرفته، قال ابن كثير: أي إِنما يخشاه حقَّ خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} أي غالب على كل شيء بعظمته، غفور لمن تاب وأناب من عباده، ثم أخبر عن صفات هؤلاء الذين يخافون الله ويرجون رحمته
...وقد ذكرت التفسير لأن كثيراً منا يفهم الأية بصورة خاطئة...
..أرجوا أن أكون أوضحتها لكم..هل رأيتم أخوتي الأعزاء مكانة العلماء عند الله..يالها من مكانة..ويالها من فضل من رب العالمين...وتميز عن باقي العباد...أسأل الله أن اكون منهم..
..وأنتقل إلى نقطة أخرى..ألا وهي..العلم في زمننا هذا..
..العلم في زمننا هذا..صار له أهمية لا حدود لها..وصار للعلماء..مكانة في المجتمعات الدولية كبيرة جداً...والعلماء بصلاحهم..تصلح الأمة ..وبفسادهم تفسد الأمة..والذي يحزنني..أن نحن المسلمين العرب..أهملنا العلم إهمال لأبعد صورة ممكنة..وحتى لما نحافظ عليه..ولا على مكانة ممتلكيه..
فهل عدد الأشخاص الذين يهتموا بالعلم..ويطلبوه بالفعل...بنفس العدد الأشخاص الذين يهتمون بالأغاني والأزياء..
لا والله...ولهذا نحن العرب المسلمين..سمانا الكفار النصارى...بالعالم الثالث..
وأطلقوا علينا لقب الشعوب المتخلفة....يا فرحتي..بهذا اللقب..
ولكن نحن الذين أوصلنا أنفسنا لهذه المرحلة..لتركنا للعلم وطلبه..وعدم تنفيذ أوامر الخالق سبحانه وتعالى وتنفيذ دستوره ألأوهو القرآن ولم نتبع السنة..فبتأكيد هذا سوف يكون مصيرنا...
راجعوا أنفسكم يا مسلمين...وتذكروا أسباب تأخرنا..هذا..وحاولوا أن تتبعوا الطرق للإعادة حضارتنا مرة أخرى..فإلى متى سوف نظل هكذا..إلى متى..؟؟ لا بد أن نقف وقفة تحول مسار..والأخذ بالأسباب ...وتطبيق ديننا..الذي هو دستورنا..الذي به قامت أكبر دولة في العالم ألا وهي الدولة الإسلامية...فلنعيد المجد مرا أخرى..بتعلمنا..ولنعلم أن أول ما دعا به الإسلام هو العلم بقول الله سبحانه وتعالى..
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)
صدق الله العظيم...
أرجوا أن أكون نسجت خيوط الكلمات بشكل جميل..وأن يكون موضوعي حاز على إعجابكم....
ولنعلم أن أول موضوع ذكر في الإسلام هو العلم..والتعلم ..
فبل العلم..سوف نبني المجد..
العلم يبني بيوتا لا عماد لها .. والجهل يهدم بيت العز والكرم